كشف الموسيقار التونسي العالمي أمين بو حافة الكيفية التي استوحى من خلالها موسيقى مسلسل “الحشاشين” التصويرية.
وتعتبر الموسيقى التصويرية لمسلسل “الحشاشين” من أهم ما جذب انتباه الجمهور خلال عرض العمل التاريخي في الموسم الرمضاني الجاري، حيث حملت طابعًا خاصًا يتناسب مع الديكورات التي تعود لـ 1000 عام، ووفق تصور خاص لجميع شخصيات المسلسل.
وقال الموسيقي التونسي أمين بو حافة، في حديث لـ”إرم نيوز”، إنه استوحى الموسيقى التصويرية للمسلسل من الطبيعة، ووفقًا للحقبة التاريخية التي تدور حولها الأحداث.
وتابع: “كانت هناك الكثير من مصادر الإلهام الخاصة بالموسيقى التصويرية، وبهذه الفترة تبعت السيناريو الموسيقي الذي حدده مخرج العمل بيتر ميمي، الذي فاجأني بعمق تصوره الموسيقي، من خلال كتابة تفاصيل دقيقة لم أكن أتخيل أن يكون ملمًا بها بهذا الشكل”.
التجربة ملهمة
وأضاف أن “التجربة نفسها كانت ملهمة بالنسبة لي من خلال الحقبة التاريخية التي يناقشها العمل، وما تحمله من تفاصيل كثيرة تخص كافة العناصر التي ألهمتني لوضع موسيقى تصويرية خاصة للعمل، سواء فيما يخص موضوع المسلسل أو صُنّاعه وأبطاله وأجوائه والتصوير في دول مختلفة، والديكورات التي تؤرخ لأماكن تاريخية واقعية”.
وأوضح بو حافة: “عملنا أنا ومخرج العمل بيتر ميمي على تنفيذ الموسيقى التصويرية الخاصة بمسلسل الحشاشين وفق رؤية سينمائية، خصوصًا أن العمل درامي تاريخي ملحمي، وتم تنفيذه بإمكانيات عالية للغاية، تضاهي الأعمال الأجنبية، لهذا خرجت الموسيقى بهذه الرؤية السينمائية المميزة”، معربًا عن سعادته بالمشاركة “بهذه التجربة المهمة التي ستمتد جذورها لأعوام طويلة”.
وحول المرجعيات التاريخية لحقبة الحشاشين التي تعود لأكثر من 1000 عام، قال بو حافة: “كانت هناك فترة طويلة من التحضيرات من حيث البحث عن الكثير من المرجعيات، خصوصًا أن أحداث المسلسل تدور في عدة مناطق متفرقة، وكان من الضروري الإلمام بطبيعة وتاريخ كل الأماكن التي ظهرت خلال أحداث المسلسل، سواء القاهرة الفاطمية أو أصفهان أو قلعة ألموت في بلاد فارس وكذلك إسطنبول”.
وأكد أنه “كان من الضروري أن تكون هناك رحلة من البحث فيما يخص طبيعة الموسيقى المستخدمة وفقًا لكل مكان ظهر بأحداث المسلسل”.
رد فعل الجمهور مفاجئ
واستطرد بو حافة بالقول: “تفاجأت بشدة من رد فعل الجمهور التونسي على المسلسل، فلقد تعرفت على ردة الفعل على المسلسل في مصر، وكنت أتابع حديث الجمهور عن العمل المصري، وتذوقه لكل تفاصيله مشهدًا بمشهد، بما في ذلك الموسيقى التصويرية، لكنني اندهشت من ردة الفعل الإيجابية والسريعة من الجمهور التونسي”.
وأبدى سعادته بكل الآراء التي وصلته عن الموسيقى التصويرية الخاصة بالمسلسل، مؤكدًا أن “مسلسل الحشاشين انتشر في تونس بشكل كبير للغاية، سواء بين المشاهدين أو في وسائل الإعلام المحلية التي أشادت بالتجربة”.
وتابع بو حافة القول: “هذا ليس جديدًا على الأعمال الدرامية المصرية، وصداها في تونس والوطن العربي، حيث سهولة اللهجة المصرية التي يعرفها الجمهور التونسي والعربي”.
لفت بو حافة إلى الدور المصري في صناعة السينما والدراما، وقال: “مصر هي هوليوود الشرق، واللهجة المصرية سهلة، والجمهور العربي بأكمله يفهم الحديث باللهجة المصرية، لأننا تربينا عليها من خلال مشاهدة المسلسلات والأفلام المصرية منذ أعوام”.
وقال: “أعتبر مصر مركزًا دراميًا ليس فقط في العالم العربي، بل في العالم، وإشعاع الدراما المصرية على العالم لا يختلف عليه أحد، فهي الأكثر تأثيرًا في الوطن العربي”.
وأشار إلى أن “الدراما المصرية مهمة، وتصل لجميع الدول العربية، وقد لمست ذلك من خلال عدة تجارب فنية سابقة في مصر، لكن ردة الفعل على مسلسل الحشاشين مختلفة تمامًا في مصر وتونس والعديد من الدول العربية”.
يذكر أن الموسيقار أمين بو حافة شارك من قبل في وضع بصماته الموسيقية الخاصة على عدة أعمال فنية مصرية، منها مسلسل “الأب الروحي” الموسم الأول والثاني، و”ممالك النار”، و”جراند أوتيل”، و”لا تطفئ الشمس”، و”ونوس”، و”حلاوة الدنيا”، و”طريقي”.
كما وضع بو حافة بصماته الموسيقية على أعمال سينمائية عالمية من بينها أفلام “Amin” و”بيك نعيش” و”Timbuktu” و”الرجل الذي باع ظهره” مع المخرجة كوثر بن هنية؛ الأمر الذي مكنه من المشاركة بمهرجان كان السينمائي في فرنسا على مدار أعوام ماضية.
